رقائق القلب في رمضـــــــــــان

إخــــــــــــــوتي الأحباب...



مما دَلَّـــتْ عليهِ التجرُبَة العَمَلِـيَّة،أن من أقصر الطرق التي تعينُ القلبَ على الرقة في رمضان،وغيْر رمضان-بعــدَ المُعَايشة في ظِـلال القرآن الكريم والسيـرة النبوية المطهـرة-اقتفاءُ القدوةِ والأسوةِ الحَسَنَـة من خـلال مدارسةِ سِـيَر السَّلَفِ الصالح والتشـبُّع من سَـرْدِ حياتِهم ومآثرهم ومواقفهم،والوقوف على وَرَعِهم وأخـلاقهم واستعلائهم الإيماني الرفيــع...


وأعنـــي بـ(السَّلَفِ)تحـديداً هنا،أجيالَ التابعينَ وتابعي التابعين الذينَ ورثوا علمَ النبوة من الصحابة رضوانُ الله عليهم مباشرةً،كالأيمة الأعلام من أمثال سعيد بن المُـسَيِّب وسعيد بن جُبيْر وأيمة المذاهب الأربعة وعبد الله بن المبارك والفُضيْل بن عياض وسفيان الثوري وسفيان بن عيَيْنة ومالك بن دينار وإبراهيم بن الأدهم والسَّـريِّ السَّــقطي والحارث المحاسبي وحاتم الأصم وعبدالقادر الجَـيْلاني وأبي حامد الغزالي وأبي القاسم الجـنَيْد والإمام ابن تيمية والإمام ابن القيم...


وفي هذه الرقيقة الجليلة،نقرأ كلاماً نفيساً للعـلاَّمة ابن الجوْزي-رحمه الله تعالى-ننقُـلـُهُ بأمانةٍ من كتابه القيِّـم (صَـيْد الخاطر)،جاء فيه:



(...رأيْتُ الاشتغالَ بالفقه وسَمَاعِ الحـديثِ،لا يَكادُ يكفي لصلاح القلب،إلا أن يُمْـزَجَ بالرقائق والنظـر في سَيْـر السلَف الصالح،لأنهم تناوَلـوا مقصودَ النقل وخـرجوا عن صُـوَر الأفعـال المعمول بها إلى جَـوْف معانيها والمُـرَادِ منها...وقد كانَ جماعة من السَّلَف يقصِـدونَ الرجـلَ الصالحَ للنظر إلى سَمْتِــــــــــهِ وهَدْيـِــهِ،لاَ لاقتباس علمِــــهِ،وذلكَ أنَّ ثَمَـرَةَ علمه هدْيُهُ وسَمْتُــهُ..!!)


تقبل الله منا ومنكم الصيامَ والقيامَ،وهَـدى قلوبنا إلى الاغتراف من معين سَلَفِـنا الصالح...

:UIUI