الرسول الكريم..سيرة عطرة

الرسول الكريم.. سيرة عطرة منذ بداية الحياة البشرية على الأرض حيث بدأها سيدنا آدم وزوجه حواء عليهما السلام علمهم رب العزة كيفية التعامل مع الحياة على الأرض وكيفية الاستفادة من هذه الحياة بجميع مكوناتها ومكن لهم سبل العيش على هذه الأرض.حيث استطاع سيدنا آدم بفضل هذه التعليمات أن يوضح لذريته طريق الخير وطريق الشر أيضا ,ويخبرهم أن الفائز من يدخل الجنة، والخاسر من مات على ملة الكفر ودخل النار.فأدركت الأجيال المسلمة دروس سيدنا آدم ،وعاشت في طاعة الله مئات السنين،إلا أنَّ بعض هذه الأجيال بدأت في الانحراف وبدأ الكفر بالظهور في أوساطها,عندها بدأ الله عز وجل بإرسال الرسل لتلك الأجيال والأمم ليهديها ويعدل مسارها فمن هؤلاء الرسل سيدنا نوح وسيدنا إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وموسى وعيسى -عليهم جميعاً السلام-، وكانت دعوتهم جميعاً هي عبادة الله وعدم الشرك به وترك عبادة الأصنام:( يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ) [الأعراف: 59]. ثم جاءت دعوة محمد  مبنية على حسن الخلق امتداداً لدعوات الأنبياء الكرام عبر تلك السنين الطويلة وهي دعوة حق وإيمان حيث قال تعالى مادحاً وواصفاً خُلق نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم (( وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ )) [ القلم 4 ] ,وقالت عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام ( كان خلقه القرآن) صحيح مسلم. عن أنس رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يمر بالصبيان فيسلم عليهم - رواه البخاري. وكان أيضا يسمع بكاء الصبي فيسرع في الصلاة مخافة أن تفتتن أمه. وكان لطيفا رحيماً فلم يكن فاحشاً ولا متفحشاً ولا صخاباً في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح فعندما قيل له ادع على المشركين قال صلى الله عليه وسلم 'إني لم أبعث لعانًا، وإنما بعثت رحمة' - رواه مسلم. قال تعالى:(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الأنبياء:107) كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم من وليَ من أمرِ أمتي شيئاً ، فشقَّ عليهم ، فاشقُق عليه ، و من ولي من أمر أمتي شيئاً ، فرفق بهم ، فأرفق به ) وكان صلى الله عليه وسلم يجيب دعوة الحر والعبد والغني والفقير ويعود المرضى ويقبل عذر المعتذر. وكان صلى الله عليه وسلم سيد المتواضعين ، يتخلق ويتمثل بقوله تعالى: (( تِلْكَ الدّارُ الآخرة نَجْعَلُهَا لِلّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتّقِينَ )) [ القصص 83 ]. و كان يجلِس على الأرض، وعلى الحصير، والبِساط ,فكان ينامُ على الفراش تارة، وعلى النِّطع تارة، وعلى الحصير تارة، وعلى الأرض تارة، وعلى السرير تارة وتارة على كِساء أسود‏. قال أنس بن مالك رضي الله عنه:( دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو على سرير وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف ، ودخل عمر وناس من الصحابة فانحرف النبي صلى الله عليه وسلم فرأى عمر أثر الشريط في جنبه فبكى فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك يا عمر قال: ومالي لا أبكي وكسرى وقيصر يعيشان فيما يعيشان فيه من الدنيا وأنت على الحال الذي أرى فقال يا عمر: أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة قال : بلى قال: هو كذلك . عن أنس رضي الله عنه قال 'كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع يده، ولا يصرف وجهه من وجهه حتى يكون الرجل هو يصرفه، ولم ير مقدمًا ركبتيه بين يدي جليس له' . وكان صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا وأرغبهم في الآخرة خيره الله تعالى بين أن يكون ملكاً نبياً أو يكون عبداً نبياً فاختار أن يكون عبداً نبياً. وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يمازح العجوز، فقد سألته امرأة عجوز قالت : يا رسول الله! ادع الله أن يدخلني الجنة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا أُم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز، فولت تبكي، فقال: أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز، إن الله تعالى يقول: (( إِنّآ أَنشَأْنَاهُنّ إِنشَآءً * فَجَعَلْنَاهُنّ أَبْكَاراً * عُرُباً أَتْرَاباً)) [ الواقعة 35 – 37 ],ومن كرمه صلى الله عليه وسلم أنه جاءه رجل يطلب البردة التي عليه فأعطاه إياها صلى الله عليه وسلم. عن ابن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين والعبد حتى يقضي له حاجته و كان النبي صلى الله عليه وسلم يصبر على الأذى فيما يتعلق بحق نفسه وأما إذا كان لله تعالى فإنه يمتثل فيه أمر الله من الشدة.، وهذه الشدة مع الكفار والمنتهكين لحدود الله خير رادع لهم وفيها تحقيق للأمن والأمان. قال تعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ ) الفتح:29 . ومن كريم أخلاقه صلى الله عليه أنه انتهج في دعوته أسلوباً لطيفاً للناس كلهم حتى شمل الكافرين ، فكان من سبب ذلك أن أسلم ودخل في دين الله تعالى أفواجٌ من الناس بالمعاملة الحسنة والأسلوب الأمثل ، كان يتمثل في ذلك صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل: (( ادْعُ إِلِىَ سَبِيــلِ رَبّــكَ بِالْحِكْـمَةِ وَالْمَـوْعِظَـةِ الْحَسَنَـةِ وَجَادِلْهُم بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ ... )) [ النحل:12] . وكان أيضا رحيما مع أهله وزوجه فقد كان يُحسن إليهم ويرأف بهم ويتلطّف معهم ويتودّد إليهم ، فكان يمازح أهله ويلاطفهم ويداعبهم ،فكان من شأنه صلى الله عليه وسلم أن يرقّق اسم عائشة ـ رضي الله عنها ـ كأن يقول لها: (يا عائش )، ويقول لها: (يا حميراء) ويُكرمها بأن يناديها باسم أبيها ويقول لها: (يا ابنة الصديق) وما ذلك إلا تودداً وتقرباً وتلطفاً إليها واحتراماً وتقديراً لأهلها. كان عدله صلى الله عليه وسلم وإقامته شرع الله تعالى ولو على أقرب الأقربين. فلو أردنا أن نتطرق إلي صفات وأخلاق النبي  فهي كثيرة وعظيمة. هذه هي أخلاق سيدنا ورسولنا وقائدنا ومعلمنا هي أخلاق إتباع القرآن ،والاستقامة على ما في القرآن من أوامر ونواهي ، وهي التخلق بالأخلاق التي مدحها القرآن العظيم وأثنى على أهلها والبعد عن كل خلق ذمه القرآن. هذا ما جبل الله عز وجل عليه سيدنا محمد علية أفضل الصلاة والسلام فكانت سيرته مليئة من الخُلق العظيم والحياء والكرم والشجاعة والصفح والحلم مع جميع البشر دون استثناء الكبار والصغار المسلم والكافر الحر والعبد وكان رحيماً مع أهلة وزوجة. فليخسأ من يريد عن سابق إصرار وتعمد تشويه صورته المشرقة والمشرفة, ولمن يرسم وينشر في صحفه الكاذبة ويتعرض لشخص الرسول الكريم بالإهانة أو الإساءة له ووصفه بأوصاف لا تليق به. أخيرا نود أن نؤكد على دور المسلمين جميعاً في جميع أنحاء العالم وكل في موقعه بان يجهدوا في نشر الصورة الحقيقية لديننا العظيم ولنبينا الأكرم وان لا يألوا جهداً في الدفاع عن نبي البشرية وعن سيرته فهذا حق وواجب وفرض علينا جميعا .

شكرا للك

مشكووووور ابو الفهد على المرور