عندما يمزق القلب نفسه..(الجزء1)

بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قصة اعجبتني واردت ان اطلعكم على هذه القصة وهي واقعية.
تقول:كانت تسير بنا الدنيا كأي أسرة سعيدة هادئة وديعة..فأفراد كانت مكونة من أب وأم وأنا ابنتهم الوحيدة لقد كنت انعم بحنان امي الغالية..وأسعد برؤيتها وآنس بقربها وإطالة الجلوس معها ...أشعر انها فيض نتدفق من الحب والعطف والحنان ..وكذلك والدي وبينما تمضي بنا الايام وجدت نفسي كالعصفورة التي تحلق في أرجاء المنزل بكل فرح وسرور..ضحكاتي البريئة تتعالى في كل مكان..وذات يوم عندما كنت في غمرة سعادتي وفرحتي إذ بأمي تزف لنا البشرى السارة..ان هناكهناك ضيفا قادما سيأتي ليشاركني سعادتي ويؤنس وحدتي..انتظرته بفارغ الصبر كم تساءلت .. ياترى هل سيكون بنتا او ولدا..؟ ماذا سنسميه...؟ الى آخر ذلك من تساؤلاتي البريئة والتي كنت لا اجد لها جوابا..سوى الابتسامةالعذبة التي ترتسم على محيا امي الحبيبة.
وتمر الأيام..وتشعر أمي بالام الطلق وبسرعة يأخذها أبي الى المستشفىوإذ بساعة الوضع تحينولكن..ياترى من الخارج حقيقة ..فمع خروج أختي الصغيرة إالى الدنيا خرجت روح أمي الحبيبة ؛فقد تعسرت عليها الولادة..لقد استقبلت بكل قسوة فلم أكن أدرك معنى الموت ومعنى انني لن أرى أمي مرة مرة أخرى في هذه الدنيا....كم بكيت...وبكيت لأنني أريد أمي الغالية..أريد صدرا حنونا يضمني اليه..لقد انقلبت موازين كثيرة في حياتي؛وتغيرت أشيء لدي وحقاالنيا لاتصفو لأحد بل هي دار المنغصات والكدراتوالبلاء؛ وإذ بي أتفاجأ بوالدي وهو يلملم أغراضي؛ويجمع ملابسي ليضعها في حقيبة السفر..فيأخذني بدون اي كلام الى أجدادي وعمي حتى اعيش معهم حياتي المقبلة..ولكم ان تتصوروا.. في لحظات أفقد حنان أمي وابي..أبي الذي توارى عن ناظري..نعم لقد رحل ابي عني بعد أن وضعني عند أجدادي ولم تمر فترة قصيرة بعد وفاة أمي حتى أعلن عن زواجه بامرأة أخرى؛وحرص على ان يضم إلية أختي المولودة والتي لم أرها منذ ولادتها ..وإذ بي أتأمل لأجد أنه في لحظة تشتت كيان أسرة كاملة ولا أعلم لماذا لم يأخذني والدي معه..لماذا جعلني اعيش بعيدا عنه..وليته كان في نفس البلد بل كان في بلد آخر حيث مقر عمله ..حاولت ان اتأقلم وع هذه الحياة في كنف أجداديوعمي..عمي الذي أعلنها حربا شوعاء ضدي..لماذا لاادري..لقد كنت فتاة مطيعة منكسرة الجناح ..طيبة القلب..لاأوذي أحدا بل يكفي أنني طفلة لا ادرك مجريات الامور التي تحصل أمامي..ولكن من حولي نزعت المن قلوبهم الرحمة .
لم أشعر في يوم من الايام بحنان أحد منهم؛حتى أجدادي على الرغم أنني حفيدتهمحولكنهم وبسبب تسلط عمي وتحريضه علي أنزلوا علي أنواع النكال والعذابحلم أذق طعم الراحة حتى في الاعياد والمناسبات..
لم أنتظر منهم هدية أو ثوبا جديدا أولعبة مما يتمناه من هم في مثل سني؛بل وحرمت كل هذا..بل لاأبالغ إ، قلت: انني لم ألعب مع احد منذ وفاة امي..ولم أكن أفكر بهذا لأن مصيري معروف الضرب والاهانة.
بل عندما بلغت الثاثة عشر من عمري؛وكنت خلال هذه السنين لاأدرك إلا شيء واحد.. وهو انني مجرد خادمة لمن في البيت..أما والدي فقد جعلني في عالم النسيان ؛ولكني كنت أترقب الأيام واللحظات عله يتذكر انه ترك وراءه ابنة أكلها الهم والألم..ونهشا الحزن والغم..كم تمنيت أن أملأ عيني برؤيته..وأختي الصغيرة لاأعلم عنها شيئا ولا يحق لي حتى السؤال عنها.. كثير ماتساءلت أي عالم هذا الذي أعيشه؟! أكل الناس هكذا...؟! أكل الناس بهذا الظلم والتسلطوالجبروت وقسوة القلب؟!كيف يتركني ابي كل هذه السنين ولا يسأل عني..؟! لم أره الا عندما بلغت ذلك السن..كنت اذا سمعت صوت عمي أهرب وأغلق الباب على نفسي لأحمي نفسي من سبه وشتمه وضربه المبرح لي بغيرسبب.. بل انلا الضرب يصيبني من جدي وعمي؛وفي كل موضع من أجزاء جسمي؛ووالله انه لا يوجد اي سببحبل كلها افتراءات كاذبة يختلقها عمي علي وجدي بالطبع يصدق ولده..فأنا من الصباح الباكر إلى منتصف الليل في عمل متواصلحوعي جهد وكفاح وفي عذاب نفسي وجسدي وحسبي الله ونم الوكيل لا أقول سواها..لم أكن أهنأهنا حتى بالطعام اتبلعه ولا أجد له طعما؛بل أشعر بطعم المرارة والألم تحرقفؤادي المجروح..
منيرى حالتي والجوع باد علي..والحرمان والفقر يلازمني كظلي..والخوف والقلق ينهشاني يكادان يقضيان علي..لم أكن أحلم بالملابس الفاخرة.ولا أن اقتني المجوهرات الثمينة؛ولا أن انعم بالفراش المريح..كل ذلك اعتبرته في عداد الاحلام والأماني الجميلة.زبل كنت أطمع في يد حانيه تمسح دمعتي..وتخفف لوعتي..كنت أتمنى أن أجلس مع أي احدلأبث له همومي وأحزاني..لقد تعودت على العزلة بل وأحببتها..لقد أصبح الخوف والقلق من صفاتي..
وفي يوم من الايام وصلني خبر وهو ان والدي سوف يأتي لزيارتنا..لم أصدق؛وكدت اطير فرحا؛شعرت أن أبواب السعادة تفتح لي من جديد..أحلام وأماني جميلة عشتها في تلك اللحظات...
وبالفعل جاء والدي وماإن رأيته حتى تعلقت به..وانكببت عليه اقبل رأسه ويديه أرجوه أن يخرجني من العذاب الذي أعيشه أو أن اقتل نفسي..لقد سئمت حياة القهر والذل والظلم والخوف والهوان...أريد أن أعيش هادئة البال ...مطمئنة الحال..
ولكي لا اطيل عليكم في هذا الجزء وسيكون لنا بإذن الله معا
حديثا باقي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو ابداء آرائكم سواء أكانت سلبيه ام ايجابية