معطيات الوضع الفتحاوي الراهن !!!!!

معطيات الوضع الفتحاوي الراهن !!!!![ فتـــــــــــــــــــح كالطبيعة عند آرســــــــــطو تخشى الفراغ] -- صالح الشقباوي/ الـــجزائر
فتح هي اعظم ثورة صنعت ملاحم البطولة والتضحية والنضال في التاريخ الفلسطيني المعاصر ، وهي فاعل رئيسي في صياغة المشهد السياسي الفلسطيني وتقرير مصير الكثير من عناصر التماسك فيه وهي ليست حزبا سياسيا وليست ذات عقيدية فكرية جامعة بل تحتوي بنيتها على طيفا واسعا ن التعديرات الثقافية والايديولوجية ، انها الفصيل الرئيس الذي حمل الوطن و اوصل الذات الفلسطينية الى الكينونة والتجذر فوق احضان الوطن.
وقد عاشت فتح حالة انهاك متدفق بعد ان افرغت جسدها في بنية السلطة وما يجري اليوم ليس صراعا في فتح بل صراعا على فتح،صراعا ليس فقط على قيادة والقرار والخيار وانما هو صراع بين فتح و اعدائها الخارجين على دورها وعلى وجودها وهنا اقول انها لهذا الامر صلة لغياب قائد فتح وزعيمها ياسر عرفات، نعم ان هناك صلة منطقية بين دخول ازمة الحركة طور استفحال وتفعل يضعها على مفترق سبل وبين غياب الرجل المؤسس وقائدها الذي كان قائدا اسثنائيا لا تستطيع استنزافه الازمات والتناقضات لانه كان من الطراز الفريد، ومن علامة فرادته انه نجح في ادارة تناقدات فتح منذ التكوين وامتصاص الصدمات الأنية بكل اثارها السلبية ، كان يخفف من حدة مسيرة تنازع الخيارات فيها .
كان صاحب السلطان المعنوي - قبل السلطان المادي – على ابناء فتح ليرسم لهم حدود و افق منازعاتهم و يجبرهم على التعبير عن تناقضاتهم في حقول وبساتين فتح وفلسطين القابلة للمراقبة والتوجيه ، كان في حوزته ان يحفظ التوازن بين الفرقاء . ... رحل صاحب الكاريزما الفلسطينية الكلية الذي كان يستطيع ان يحرس ويحافظ على وحدة حركة فتح من نفسها بما امتلك من طاقة كاريزماتية وهنا اؤكد مقولة الاخ القائد عباس زكي ابو مشعل الذي قال ان اكفل السبل لوراثة دور الزعيم ياسر عرفات تكون عبر وراثة جماعية لا فردية نرسخ فيها النظام المؤسساتي وهذا وحده قادر على ادارة الازمات وتنفيس الاحتقانات وصناعاة التسويات ودرء الانقسامات اي تامين شروط القياده الجماعية للشان الفلسطيني .
فهناك البعض ممن يسعون الى تفكيك فتح واضعافها لاكمال انتصارالمشروع الصهيوني للمكان من خلال اغلاق حدود يهوديته عليه هؤلاء الذين يطالبون باعادة هيكلتها وتكييفها بما يضمن الحاقها كطرف هامشي في المشهد السياسي الفلسطيني هؤلاء هم والحمدلله قلة قليلة مهزومة في فتح ، قلة من اصحاب المصالح الانانية الضيقة .
اقول كفتحاوي ان المشهد الفتحاوي الراهن على قتامته وحلاكته لا يعبر عن الحقائق الموضوعية لبنية هذه الحركة العملاقة ، هذه الحركة التي تؤمن بافاق المستقبل شعبها الواعد وحسم الصراع بما يحقق اهداف وتطلعات شعبها لانه لايمكن لفتح ان تؤمن او تنصاع لحتمية تاريخية احادية الزمان والمكان .
[img][/url][/img]

مشكووووورين على المرور